بالقيم يستقر المجتمع، ويدوم الوصال، ويحلو الاجتماع. وقيمة العائلة من القيم المُحققة لتلك الأهداف. وجلسة الآتاي الموريتاني هي وسيلتنا التي بها نجتمع؛ فنتسامر ونضحك ونتجاذب أطراف الحديث كما يتجاذب الآتاي مع النعناع في الإبريق.
الإبريق
الورق
الفحم
الماء
السكر
النعناع
الكؤوس
عناصر الآتاي الموريتاني الذي نعشقه عشق قيس ليلى، وعنترة لعبلة، وكثيّر لعزة. بل يفوق عشقنا عشقهم، فحُبهم تشوبه الأغراض الشخصية، بينما جلستنا حول إبريق الآتاي هي جلسة صفاء وعطاء، جلسة الأُنس بعد الوحشة، والقُرب بعد الغُربة، والوصال بعد الفُرقة.
نفترق لأعمالنا، لتجارتنا، لمعايشنا؛ لكن دعوة لجلسة الآتاي تُقربنا كمغناطيس من العاطفة والحنين. يقول أحمد ولد سيدي منصور :
حدثت مشكلة في العمل، ترتب عليها إيقافي عن ممارسة مهام وظيفتي لمدة 10 أيام، بعد اليوم الثالث شعرت بغُمة في صدري، وعلى الرغم من ذلك طلبتُ صديقا لي ودعوته لجلسة الآتاي. فرد علي كالذي كان ينتظر هذه الدعوة.
وجاء صديقي ومعه هدية لي، لم يخبرني عنها حتى تناول كل منا كؤوسه الثلاثة من الآتاي، تحدثنا، وتناقشنا في أمور حياتنا من جوانبها المختلفة، المهنية والعائلية، وكان حديث الأدب والذكريات حاضرا. حتى انزاحت غمة صدري وحل محلها الرضى والقبول.
وفي الختام وقبل مغادرة صديقي، سألته عن نوع الهدية، فأشار إلي أن قُم. فقُمت وإياه، وفتح الهدية وأنا أترقّب بعيوني، فإذا بها دراعة موريتانية فاخرة من متجر دراعة شوب. دمُت لي صديقي ودامت بيننا جلسة الآتاي الموريتاني.
لكن هل أنت ماهر في عمل الآتاي ؟!